أفكار عن الصناعات اليدوية والأقمشة
“الصناعة اليدوية تنطوي على سيرورة عمل خاصة: سيرورة يختلط فيها التخطيط بالتنفيذ ويؤثران على بعضهما البعض، خلافاُ لطرق الانتاح الصناعية التي تعتمد الفصل والهرمية. بالامكان اعتبار الصناعة اليدوية كتعامل متمرس، مراوغ وفيه تحدي للانسان مقابل مادة عنيدة، مضللة ومتغيرة”.
هذا الاقتباس منقول عن مقال لرؤوفين زهافي في كتاب “أفكار عن الصناعة اليدوية”، اصدار بتسلئيل. اليكم أربعة اقتباسات ملهمة أخرى عن الصناعات اليدوية والأقمشة لأربع مصممات تم اختيارهن للقائمة القصيرة لجائزة روتشيلد للعام ٢٠٢٢.
“التقاطع ما بين العمل اليدوي والهندسة الخاصة هو في صلب هويتي كمصممة أزياء. أكثر مركب مثير للانفعال من ناحيتي في تصميم الأزياء والأقمشة هو القدرة على دمج مجالات مختلفة في القصة التي تبنينا كمجتمع متنوع”، تقول جانيت جولدشطاين التي تتعاطى مع الهندسة العكسية للأغراض، الملابس والأقمشة، وتبحث في التكنولوجيات الحديثة في العمل ثلاثي الأبعاد ودمج مواد مهيأة لانتاج ملابس تعتمد على مسح الجسم والطباعة ثلاثية الأبعاد للقطعة او للاكسسوار. “تطرح الأزياء وجهة نظر خاصة عن التاريخ، فتصميم الأزياء يصف بشكل بصري وملموس الناس من حولنا”.
جالي كنعاني هي مصممة أقمشة مخضرمة تقول عن نفسها بأنها تعمل من منطلق احترام كبير للتاريخ، لملايين ساعات العمل لمن كانوا هنا قبلنا- من حاكوا، نسجوا، ربطوا، صبغوا وطبعوا، طوروا بلا كلل كل هذه التكنولوجيات وخلقوا تشكيلة ضخمة من الأنسجة في العالم. “النسيج الذي يتواجد من حولنا، أكثر من أية مادة أو وسيلة أخرى، منذ أن نستيقظ وحتى نخلد الى النوم، منذ الولادة وحتى الممات في كافة محطات الحياة، في ظهوره اليومي أو الاحتفالي، أصبح شفافاً من ناحية الكثيرين. فهو يتواجد هناك ولا أحد يبدي رأيه حول حقيقة قيام شخص ما بتصميمه وبأنه ليس وليدا اوتوماتيكيا للماكينة.”
ياعيل هرنيك هي مصممة مختصة بتقنيات الصباغة اليابانية التقليدية ومهتمة بالأعمال التكرارية التي تتطلب مهارات عالية ووقت طويل. تؤمن هرنيك بأن “النسيج بأساسه هو شبكة أبحث من خلالها منظومات ترتيب وايقاع. دراسة مبنى الأقمشة وعملية إنتاجها تسمح لي بأن أفهم بصورة أفضل كيف تتواجد الظواهر التي تصيغ رؤيتنا للعالم بحالة مستمرة من الحركة بين المتغير والثابت.”
تمارا افرات هي مصممة متعددة المجالات تعنى بالحفاظ على التقاليد الحرفية بمجال الأقمشة واحيائها بمساعدة تكنولوجيات ديجيتالية متقدمة.”في عالم مشبع بالمنتجات الصناعية التي تنتج بعمليات إنتاج جماهيري، أؤمن بأن هناك توق للعمل اليدوي، الشخصي، الذي ينطوي على قصة، وجهة نظر وآثار من عملية صناعته. لهذا السبب، هناك أهمية خاصة ليس فقط للحفاظ على التقنيات التقليدية انما كذلك لترجمتها بشكل خلاق لعالم المصطلحات الراهن.